على العهد نمضي
للشيخ أيمن الظواهري (حفظه الله)
التسجيل الصوتي لخطاب الشيخ أيمن الظواهري أمير جماعة قاعدة الجهاد
لأمير المؤمنين/ مولوي هيبة الله أمير إمارة أفغانستان الإسلامية حفظهما الله
شعبان 1437
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
—-
إلى أمير المؤمنين/ مولوي هيبة الله حفظه الله وأيده بالحق وأيد الحق به، ونصر به دينه وكتابه وعباده المؤمنين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسأل الله أن يوفقكم وإخوانكم وجنودكم وأنصاركم لما يحبه ويرضاه من عز الدنيا وفوز الآخرة، ويدفع عنكم كل أذىً وشر في الدارين.
وبعد
بلغنا بمزيد من الحزن والأسى فقدنا وفقد الأمة المسلمة والمجاهدين والمهاجرين والمرابطين لأميرنا الشهيد -كما نحسبه- أمير المؤمنين/ الملا أختر محمد منصور رحمه الله رحمةً واسعةً، وألحقنا به في الفردوس الأعلى -بنعمته وفضله- غير خزايا ولا مبدلين ولا مغيرين.
وسرى عنا أنه ثبت على الحق مجاهدًا ومرابطًا وقائدًا وأميرًا للمجاهدين حتى لقي ربه شهيدًا بقصف الصليبيين الغزاة، فنال أعلى رتبة يتمناها المجاهد، ألا وهي رتبة الشهادة في سبيل الله.
نال هذه الرتبة الرفيعة بعد عمر أمضاه في الجهاد ضد الروس الشيوعيين وأعوانهم، ثم ضد الصليبيين الأمريكان وحلفائهم وأتباعهم، وأمضاه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع أميره وأميرنا الملا محمد عمر رحمهما الله، ورفاقهما الأبرار، فجاهدوا لتطهير أفغانستان من منكرات الظلم والفساد والعدوان على المسلمين، ومضى لربه بعد عمر أمضاه في إقامة وتثبيت دعائم الإمارة الإسلامية ضد أعدائها من بقايا أهل الشر والفساد، وضد من باعوا أنفسهم للغرب والشرق، وأمضاه في الدفاع عن المهاجرين والمستضعفين حين وقف في عزة المسلم مع أميره وأميرنا الملا محمد عمر -رحمهما الله- ورفاقهما الأبرار، فرفضوا تسليم أي مسلم لكافر، وصمدوا صمود الجبال في وجه حملة صليبية عاتية تريدهم أن يركعوا لها، فأعلنوا أنهم لن يركعوا إلا لله، ولو ضحوا بأنفسهم وأهلهم وأموالهم وملكهم وسائر دنياهم، وضربوا مثلًا يتشرف به الزمان في تاريخ المسلمين، بل وفي تاريخ الأحرار في كل الدنيا، وأمضى الملا أختر منصور -رحمه الله- عمره وهو يأبى أن يعترف بحكومة العملاء الأجراء في كابل، ويؤكد على أنها حكومةٌ عميلةٌ صنيعة الصليبيين المحتلين لديار الإسلام، وأمضاه وهو يقود إخوانه في الإمارة الإسلامية، ويرعى شؤونهم، ويسهر على مصالحهم.
ثم اصطفاه الله شهيدًا -كما نحسبه- بعد هذا العمر الطويل من الجهاد والهجرة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والثبات في وجه الباطل والخيانة. فأسأل الله أن يكون ممن قال سبحانه فيهم: ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (139) إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾.
فرحم الله أميرنا الشهيد -كما نحسبه- الملا أختر محمد منصور مجاهدًا ومهاجرًا وآمرًا بالمعروف وناهيًا عن المنكر ورافضًا للظلم والفساد والتبعية.
وإننا إذ نرضى بقضاء الله سبحانه، ونستسلم لقدره جل وعلا، لنسأله أن يثبتنا على الحق والسداد، وعلى دينه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وعلى طريق الجهاد بتوفيق منه وفضل.
فاستمرارًا على طريق الجهاد وسعيًا في جمع كلمة المجاهدين، واقتداءً بقادتنا الشهداء الصالحين رحمهم الله: أميرنا أسد الإسلام أسامة بن لادن وإخواننا أبي مصعب الزرقاوي وأبي حمزة المهاجر ومصطفى أبي اليزيد وأبي الليث وعطية الله وأبي يحيى الليبيين وسائر مشايخ الجهاد الصادقين كما نحسبهم ولا نزكيهم على الله، فإني -بوصفي أميرًا لجماعة قاعدة الجهاد- أتقدم إليكم ببيعتنا لكم، مجددًا نهج الشيخ أسامة -رحمه الله- في دعوة الأمة المسلمة لتأييد الإمارة الإسلامية وبيعتها.
فنبايعكم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى سنة الخلفاء الراشدين المهديين رضي الله عنهم.
ونبايعكم على إقامة الشريعة حتى تسود بلاد المسلمين حاكمةً لا محكومةً قائدةً لا مقودةً، لا تعلوها حاكميةٌ، ولا تنازعها مرجعيةٌ.
ونبايعكم على البراءة من كل حكم أو نظام أو وضع أو عهد أو اتفاق أو ميثاق يخالف الشريعة، سواءً كان نظامًا داخل بلاد المسلمين، أو خارجها من الأنظمة أو الهيئات أو المنظمات التي تخالف أنظمتها الشريعة كهيئة الأمم المتحدة وغيرها.
ونبايعكم على الجهاد لتحرير كل شبر من ديار المسلمين المغتصبة السليبة من كاشغر حتى الأندلس، ومن القوقاز حتى الصومال ووسط إفريقيا، ومن كشمير حتى القدس، ومن الفلبين حتى كابل وبخارى وسمرقند.
ونبايعكم على جهاد الحكام المبدلين للشرائع، الذين تسلطوا على ديار المسلمين، فعطلوا أحكام الشريعة، وفرضوا على المسلمين أحكام الكفار، ونشروا الفساد والإفساد، وسلطوا على المسلمين أنظمة الردة والعمالة، التي تحتقر الشريعة، وتعلي عقائد الكفار وفلسفاتهم، وتسلم بلاد المسلمين وثرواتهم لأعدائهم.
ونبايعكم على نصرة المستضعفين المؤمنين حيث كانوا.
ونبايعكم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما استطعنا.
ونبايعكم على الدفاع عن الإمارة الإسلامية ما قادتنا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ونبايعكم على إقامة الخلافة على منهاج النبوة، التي تقوم على اختيار المسلمين ورضاهم، وتنشر العدل، وتبسط الشورى، وتحقق الأمن، وترفع الظلم، وتعيد الحقوق، وترفع راية الجهاد.
نبايعكم على كل ذلك، وعلى السمع والطاعة في المعروف في المنشط والمكره والعسر واليسر ما استطعنا.
فنسأل الله أن يعيننا على حسن الوفاء، ويعينكم على القيام بالأعباء.
مولانا أمير المؤمنين/ مولوي هيبة الله حفظه الله ورعاه، لقد شرفكم الله -سبحانه وتعالى- وشرف سلفيكما أمير المؤمنين الملا محمد عمر وأمير المؤمنين الملا أختر محمد منصور -رحمهما الله- والإمارة الإسلامية بالجهاد ضد الروس الغزاة وأعوانهم الشيوعيين، ثم من الله عليكم بإقامة أول إمارة شرعية بعد سقوط الخلافة العثمانية، ولم تكن في الدينا إمارةٌ شرعيةٌ سواها، فقامت بالجهاد للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الشريعة، ولمس منها المجاهدون والمهاجرون الصدق والإخلاص، فبايعوها، وبايعها الإمام المجدد أسامة بن لادن رحمه الله، ودعا المسلمين لبيعتها، وأعلن أن بيعته لها هي بيعةٌ عظمى، ودخل في هذه البيعة كل من بايع أسامة بن لادن -رحمه الله- وجماعة قاعدة الجهاد.
ثم شرفكم الله سبحانه بالوقوف في وجه الحملة الصليبية، وشرفكم بحفظ إخوانكم المهاجرين والدفاع عنهم، والتضحية بالملك والسلطان والنفس والمال من أجل حفظهم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
وإن إخوانكم وأبناءكم المسلمين يواجهون اليوم عدوانًا عالميًا يسعى لاستئصال الإسلام وإفساد المسلمين من كاشغر حتى طنجة، ومن قمم القوقاز حتى وسط إفريقيا. وهم ينظرون للإمارة الإسلامية -في وسط هذه الكوارث والحروب والمظالم التي تصب عليهم صبًا- على أنها قلعة الإسلام وملجأ المسلمين، فاستعينوا بالله ذي القدرة والجلال، وكونوا عند حسن ظنهم.
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم
وختامًا أسأل الله سبحانه أن يرفع قدركم بطاعته وإقامة شرعه ونصرة أوليائه وجهاد أعدائه، ونحن جنودكم وأنصاركم وكتيبةٌ من كتائبكم. وصدق الله العظيم: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾.
أخوكم
أيمن الظواهري
أمير جماعة قاعدة الجهاد
حرر في العشرين من شعبان لعام ألف وأربعمائة وسبعة وثلاثين
Lentera Kabah
Tidak ada komentar